للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتأي الطير غدوته ... ثقة بالشبع من جزره قلت له: ما تركت للنابغة شيئاً حيث يقول:

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طيرٍ تهتدي بعصائب فقال: اسكت، فلئن أحسن الاختراع لما أسأت الاتباع.

وأخذ هذا المعنى أبو تمام حبيب بن أوس الطائي فقال (١) :

وقد ظللت عقبان أعلامه ضحىً ... بعقبان طيرٍ في الدماء نواهل

أقامت على الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل وقال المتنبي أيضاً (٢) :

يطمع الطير فيهم طول أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تقع وللمتنبي أيضاً في صفة جيش وقد ألم بهذا المعنى (٣) :

وذي لجب لا ذو الجناح أمامه ... بناجٍ ولا الوحش المثار بسالم

تمر عليه الشمس وهي ضعيفة ... تطالعه من بين ريش القشاعم

إذا ضوءها لاقى من الطير فرجة ... تدور فوق البيض مثل الدراهم ولما كان يزيد والياً على اليمن قصده أبو الشمقمق مروان بن محمد - مولى مروان بن محمد الجعدي آخر ملوك بني أمية - الشاعر المشهور الكوفي، وكنيته أبو محمد، وكان مشهوراً بأبي الشمقمق، وهو في حال رثة، وكان راجلاً، فمدحه وشرح حاله بقوله (٤) :

رحل المطي إليك طلاب الندى ... ورحلت نحوك ناقةً نعليه


(١) ديوان أبي تمام ٣: ٨٢.
(٢) ديوانه: ٣٠٣.
(٣) ديوانه: ١٩٧.
(٤) تاريخ بغداد ١٤: ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>