للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داره ولا تعذر له واردد عليه ماله، فقد كتبت إلى الحسين أن يخبر صاحبه بذلك، فإن شاء أقام عنده وإن شاء رجع إلى بلده، فليس لك عليه سلطان بيد ولا لسان. وأما كتابك إلى الحسين باسمه واسم أمه، لا تنسبه إلى أبيه، فإن الحسين ويلك ممن لا يرمى به الرجوان (١) ، إلى أمه وكلته لا أم لك فهي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلك أفخر له إن كنت تعقل، والسلام.

وقال عبيد الله بن زياد: ما هجيت بشيء أشد علي من قول ابن مفرغ (٢) :

فكر ففي ذاك إن فكرت معتبر ... هل نلت مكرمةً إلا بتأمير

عاشت سمية ما عاشت وما علمت ... أن ابنها من قريشٍ في الجماهير وقال قتادة، قال زياد لبنيه وقد احتضر: ليت أباكم كان راعياً في أدناها وأقصاها ولم يقع بالذي وقع به.

قلت: فبهذا الطريق كان ينظم ابن مفرغ هذه الأشعار في زياد وبينه ويقول إنهم أدعياء، حتى قال في زياد وأبي بكرة ونافع أولاد سمية (٣) :

إن زياداً ونافعاً وأبا ... بكرة عندي من اعجب العجب

هم رجال ثلاثة خلقوا ... في رحم أنثى وكلهم لأب

ذا قرشي كما يقول، وذا ... مولى، وهذا بزعمه عربي (٣٤٥) وهذه الأبيات تحتاج إلى زيادة إيضاح فأقول، قال أهل العلم بالأخبار: إن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي، وهو ثقيف - هكذا النسب ابن الكلبي في كتاب " الجمهرة " - وهو طبيب العرب المشهور، ومات في أول الإسلام، وليس يصح إسلامه؛ وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن أبي وقاص


(١) بعده في المختار: أفاستصغرت أبا وهو علي بن أبي طالب أم إلى أمه ... الخ.
(٢) ديوان ابن مفرغ: ٨٥.
(٣) قد سها جامع الديوان عن إدراج هذه ابيات فيه، وانظر الشعر والشعراء: ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>