للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه قصة زياد وأولاده ذكرتها مختصرة. قلت: إلا أن قول ابن مفرغ في البيت الثاني " وكلهم لأب "، ليس بجيد، فإن زياداً ما نسبه أحد إلى الحارث بن كلدة، بل هو ولد عبيد، لأنه ولد على فراشه. وأما أبو بكرة ونافع فقد نسبا إلى الحارث، فكيف يقول: " وكلهم لأب " فتأمله.

وذكر ابن النديم في كتابه الذي سماه " الفهرست " (١) : أن أول من ألف كتاباً في المثالب زياد ابن أبيه، فإنه لما طعن عليه وعلى نسبه عمل ذلك لولده، وقال لهم: استظهروا به على العرب فإنهم يكفون عنكم.

وأما حديث المغيرة بن شعبة الثقفي والشهادة عليه، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد رتب المغيرة أميراً على البصرة، وكان يخرج من دار الإمارة نصف النهار، وكان أبو بكرة المذكور يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير فيقول: في حاجة، فيقول: إن الأمير يزار ولا يزور.

قالوا: وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي. وقال ابن الكلبي في كتاب " جمهرة النسب ": هي أم جميل بنت الأفقم بن محجن بن أبي عمرو بن شعيثة (٢) بن الهزم، وعدادهم في الأنصار. وزاد غير اببن الكلبي فقال: الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، والله أعلم.

قال الراوي: فبينما أبو بكرة في غرفة مع إخوته، وهم نافع وزياد المذكوران وشبل بن معبد، والجميع أولاد سمية المذكورة فهم إخوة لأم، وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أخرى قبالة هذه الغرفة، فضربت الريح باب غرفة أم جميل ففتحته، ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع، فقال أبو بكرة: هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتى أثبتوا، فنزل أبو بكرة فجلس حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له: إنه قد كان أمرك ما قد علمت فاعتزلنا، قال: وذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر،


(١) الفهرست: ٨٩.
(٢) ع ق س: شعبة، وأثبتنا ما في المسودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>