قلت: فقد وقع الاختلاف في أن هذه الأبيات العينية هل هي ليزيد بن الطثرية أم للصمة بن عبد الله القشيري أم لقيس بن ذريح أم للمجنون، والله أعلم.
قلت: وذكره المرزباني أيضاً في كتاب " المونق " فقال: أنشدني أبو الخنبش لابن الطثرية:
وحنت قلوصي بعد هذا صبابةً ... فيا روعةً ما راع قلبي حنينها
فقلت لها صبراً فكل قرينة ... مفارقها، لا بد يوماً، قرينها وأورد له أيضاً:
كيف العزاء وأنت أومق من مشى ... والنفس معولة ودارك نائيه
بيديك قتلي إن أردت منيتي ... وشفاء نفسي إن أردت شفائيه
ولقد عرفت فما أويت لمدنفٍ ... ما النفس عنك وإن نأيت بساليه وأورد له أيضاً:
إذا نحن جئنا لم تجمل بزينة ... حذار العادي وهي بادٍ جمالها
ولا نبتديها بالسلام ولم نقل ... لهم من توقي شرهم: كيف حالها وأورد له أشياء كثيرة غير هذا فنقتصر على هذا القدر.
وقال (١) أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب " أنساب الأشراف " بعد ما ذكر مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي الحكمي ووقائع جرت في سنة ست وعشرين ومائة: فكان في أثناء ذلك وقعة قتل فيها المندلث بن إدريس الحنفي، وقتل معه يزيد بن الطثرية المذكور على قرية يقال لها الفلج - بفتح الفاء واللام وفي آخره - وأظنها من قرى اليمامة. ثم وجدت في كتاب أبي بكر الحازمي الذي صنفه في أسماء المواضع أن فلج بفتح الفاء واللام وآخره جيم قرية عظيمة لبني جعدة بها منبر يقال لها فلج الأفلاج