للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال طلحة بن محمد بن جعفر: أبو يوسف مشهور الأمر ظاهر الفضل، وهو صاحب أبي حنيفة، وأفقه أهل عصره، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية في العلم والحكم والرياسة والقدر، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث على أبي حنيفة في أقطار الأرض.

وقال عمار بن أبي مالك: ما كان في أصحاب أبي حنيفة مثل أبي يوسف، لولا أبو يوسف ما ذكر أبو حنيفة ولا محمد بن أبي ليلى، ولكنه هو نشر قولهما وبث علمهما.

وقال محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة (١) : مرض أبو يوسف في زمن أبي حنيفة مرضاً خيف عليه منه، فعاده أبو حنيفة ونحن معه، فلما خرج من عنده وضع يده على عتبة بابه وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها، وأومأ إلى الأرض.

وقال أبو يوسف: سألني الأعمش عن مسألة، فأجبته فيها فقال لي: من أين لك هذا فقللت: من حديثك (٢) الذي حدثتنا أنت، ثم ذكرت له الحديث، فقال لي: يا يعقوب إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك وما عرفت تأويله حتى الآن.

وقال هلال بن يحيى: كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب، وكان أقل علومه الفقه، ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثل أبي يوسف (٣) .

وذكر أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في كتاب " الجليس والأنيس " عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: مضى أبو يوسف ليسمع المغازي من محمد بن إسحاق أو من غيره، وأخل بمجلس أبي حنيفة أياماً، فلما أتاه قال له أبو حنيفة: يا أبا يوسف، من كان صاحب راية جالوت فقال له أبو يوسف: إنك إمام وإن لم تمسك عن هذا سألتك والله على رؤوس الملأ أيما


(١) تاريخ بغداد ١٤: ٢٤٦.
(٢) تاريخ بغداد: لحديثك.
(٣) ولم يكن ... يوسف: لم ترد هذه الجملة ضمن ما قاله هلال بن يحيى في تاريخ الخطيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>