للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك تعمداً، ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وكل ما أشكل علي جعلت أبا حنيفة بيني وبينك، وكان عندي والله ممن يعرف أمرك ولا يخرج عن الحق وهو يعلمه.

قلت: وهذا الكلام مأخوذ من قول أبي محمد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد رؤي يمسح على خفيه، فقيل له: تمسح قال: نعم، قد مسح عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق، ذكر هذا ابن قيبة في كتاب " المعارف " في ترجمة علي رضي الله عنه (١) .

وأخبار أبي يوسف كثيرة، وأكثر الناس من العلماء على تفضيله وتعظيمه.

وقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخه الكبير ألفاظاً عن عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسن الدارقطني وغيرهم، ينبو السمع عنها، فتركت ذكرها، والله أعلم بحاله.

وكانت ولادة القاضي أبي يوسف سنة ثلاث عشرة ومائة. وتوفي يوم الخميس أو لوقت الظهر لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد. وقيل إنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة، والأول أصح. وولي القضاء سنة ست وستين ومائة، ومات وهو على القضاء، رحمه الله تعالى.

(٣٤٨) وأما ولده يوسف (٢) ، فإنه كان قد نظر في الرأي وفقه وسمع الحديث من يونس بن أبي إسحاق السبيعي والسري بن يحيى وغيرهما. وولي القضاء بالجانب الغربي من بغداد في حياة أبيه، وصلى بالناس الجمعة في مدينة المنصور بأمر هارون الرشيد، ولم يزل على القضاء إلى أن مات في رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة ببغداد.

وذكر الخطيب أن أبا يوسف القاضي لما مات ولى الرشيد مكانه


(١) قلت وهذا الكلام ... عنه: سقط من ر س وهو ثابت في المسودة والمختار ونسختي ق ع.
(٢) انظر ترجمة يوسف في تاريخ بغداد ١٤: ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>