يعقوب المذكور عرضاً جماعة: منهم روح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل وأوب حاتم السجستاني وغيرهم، ومع منه الزعفراني، واقتدى به في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو بن العلاء، فهم أو أكثرهم على مذهبه، وكان طاهر بن عبد المنعم بن غلبون إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب.
وقال أبو الحسين ابن المنادي: قرأ يعقوب على أبي عمرو، وغلط في ذلك، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن يعقوب الحضرمي فقال: صدوق؛ وسئل أبو حاتم الرازي عنه فقال: صدوق.
وقال أبو حاتم السجستاني: كان يعقوب الحضرمي أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف والاختلاف في القرآن الكريم وتعليله ومذاهبه ومذاهب النحو في القرآن الكري.
وله كتاب سماه " الجامع " جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كل حرف إلى من قرأ به. وبالجملة فإنه كان إمام أهل البصرة في عصره في القراءات، وكان يأخذ أصحابه بعدد آي القرآن العزيز، فإذا أخطأ أحدهم في العدد أقامه.
وتوفي يعقوب المذكور في ذي الحجة، وقيل في جمادى الأولى، سنة خمس مائتين، وهو الأصح. وعاش هو وأبوه إسحاق وجده زيد، كل واحد منهم ثمانياً وثمانين سنة رحمهم الله أجمعين.
(٣٥٠) وأما جد أبيه عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (١) فإنه كان من الأئمة العلام المشار إليه في علومهم.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أو ل من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي. وقد جاء في رواية أخرى أن عنبسة قبل ميمون، والله أعلم بالصواب. وكان في زمان عبد الله بن أبي إسحاق بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء، ومات عبد الله قبلهما.
(١) ترجمة عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي في انباه الرواة ٢: ١٠٤ وفي الحاشية ذكر لعدد وافر من مصادر ترجمته.