الرحالة في أقطار الأرض لطلب الحديث. توفي سنة ست عشرة وثلثمائة.
وقال حمزة بن يوسف السهمي: روى بجرجان سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن الصفار الإسفرايني قال: قبر أبي عوانة بإسفرايين مزار العالم، ومتبرك الخلق، وبجنب قبره قبر الراوية عنه أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري الإسفرايني في مشهد واحد داخل المدينة، على يسار الداخل من باب نيسابور من إسفرايين، وقريب من مشهده الإمام الأستاذ أبي إسحاق الإسفرايني على اليمين الداخل من باب نيسابور، وبجنب قبره قبر الأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام الفقيه المتكلم صاحبه، الصاحب بالجنب حياً وميتاً، المتظاهرين لنصرة الدين بالحجج والبراهين. سمعت جدي الإمام عمر بن الصفار رحمه الله تعالى، ونظر إلى القبور حول قبر الإمام الأستاذ أبي إسحاق، وأشار إلى المشهد وخارج المشهد وقال: قد قيل هاهنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، أربعون إماماً، كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وافتى برأيه واجتهاده - يعني على مذهب الشافعي - لكان حقيقاً بذلك، والعوام يتقربون إلى مشهد الإستاذ أبي إسحاق أكثر مما يتقربون إلى أبي عوانة، وهم لا يعرفون قدر هذا الإمام الكبير المحدث أبي عوانة لبعد العهد بوفاته، وقرب العهد بوفاة الأستاذ أبي إسحاق، وأبو عوانة هو الذي أظهر لهم الإمام الشافعي رضي الله عنه بإسفرايين (١) بعد ما رجع عن مصر وأخذ العلم عن أبي إبراهيم المزني رحمه الله تعالى، وكان جدي إذا وصل إلى مشهد الأستاذ رأيته لا يدخله احتراماً، بل كان يقبل عتبة المشهد وهي مرتفعة بدرجات، ويقف ساعة على هيئة التعظيم والتوقير ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم عظيم الهيبة، وإذا وصل إلى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيماً له وإجلالاً وتوقيراً ويقف أكثر من ذلك، رحمهم الله تعالى أجمعين.
وعوانة: بفتح العين المهملة وبعد الألف نون.
وقد تقدم الكلام على النيسابوري والإسفرايني فلا حاجة إلى الإعادة.