مسافة يوم واحد، وقتل هناك على ظهر فرسه في صفر سنة ست وأربعين وستمائة.
(٣٦٤) وولي بعده المرتضى أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم بن يوسف في شهر ربيع الآخر من السنة. وفي الحادي والعشرين من المحرم سنة خمس وستين وستمائة دخل الواثق أبو العلا إدريس بن أبي عبد الله يوسف بن عبد المؤمن المعروف بأبي دبوس، مراكش وهرب المرتضى إلى آزمور، وهي من نواحي مراكش، فقبض عليه عامله بها وبعث إلى الواثق بذلك، فأمره الواثق بقتله، فقتله في العشر الأخير من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وستمائة بموضع يقال له كتامة، بُعده عن مراكش ثلاثة أيام.
(٣٦٥) وأقام الواثق ثلاث سنين وقتل في الحرب التي كانت بينه وبين نبي مرين ملوك تلمسان، وانقرضت دولة بني عبد المؤمن، وكان قتل الواثق في المحرم سنة ثمان وستين، بموضع بينه وبين مراكش مسيرة ثلاثة أيام في جهتها الشمالية. واستولى بنو مرين على ملكهم، وملكهم الآن أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق بن حمامة، والله تعالى أعلم.
(٣٦٦) وأما علي بن إسحاق الميورقي فقد تكرر ذكره في هذه الترجمة، وكان أبوه أبو إبراهيم إسحاق بن حمو، بفتح الحاء المهملة وبعدها ميم مشددة مضمومة ثم واو، ابن علي، ويعرف بابن غانية الصنهاجي صاحب ميورقة ومنورقة ويابسة، وهي ثلاث جزائر متجاورة في البحر الغربي، فتوفي في سنة ثمانين وخمسمائة، وخلف أربعة بنين، وهم: أبو عبد الله محمد، توجه بعد موت أبيه إلى الموحدين بالأندلس فأعطوه مدينة دانية وأحسنوا إليه غاية الإحسان، وأبو الحسن علي وأبو زكريا يحيى، خرجا إلى بلاد إفريقية وفعلا الأفاعيل العجيبة المشهورة بين الناس من الحروب والعيث في البلاد، فمات عليّ ولا أعلم تاريخ وفاته، لكنه كان حياً في سنة إحدى وتسعين.
واستمر يحيى علي فطالت مدته، وذكره الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري في كتاب الوفيات فقال: خرج من ميورقة في شعبان