للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأيت أبا يعقوب وهو ماش في طريق القرافة، وهو شيخ أسمر اللون كث اللحية مدور العمامة بيده كتاب وهو يطالع فيه في مشيته. وهذا الذي ذكره ابن بركات فيه نظر، فإن الحافظ أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله المعروف بالحبال ذكره في كتاب " الوفيات " الذيجمعه فقال: توفي أبو يعقوب بن خرزاذ النجيرمي يوم الثلاثاء رابع المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال غيره: ولد أبو يعقوب يوسف النجيرمي يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وثلثمائة، رحمه الله تعالى؛ وابن بركات المذكور (١) ولد بمصر في سنة عشرين وأربعمائة وتوفي بها في سنة عشرين وخمسمائة وكان نحوي مصر، هكذا قاله الموفق ابن الخلال المذكور، فكيف يمكن أن يرى أبا يعقوب، وقد كان ابن بركات في تاريخ وفاة النجيرمي في السنة الثالثة من عمره (٢) ، لكن لعله رأى ولده، والله أعلم.

وقال القاضي الفاضل: ليس في شعر ابن بركات المذكور أحسن من هذين البيتين، وعملهما في مسافر العطار:

يا عنق الإبريق من فضةٍ ... ويا قوام الغصن الرطب

هبك تجافيت فأقصيتني ... تقدر أن تخرج من قلبي وكان ابن بركات قد أخذ النحو عن ابن بابشاذ النحوي - المقدم ذكره في حرف الطاء (٣) - وذكره القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب " الجنان " وأثنى عليه.

وخرّزاذ: بضم الخاء المعجمة والراء المشددة وبعدها زاي وبعد الألف ذال معجمة. قلت: هكذا يضبط أهل الحديث هذا الاسم، وهو لفظ أعجمي، وتفسير زاذ بالعربي ابن، وأما خرّ بتشديد الراء فليس له معنى،


(١) انظر الانباه ٣: ٧٩.
(٢) قال القفطي نقلا عن ابن الخلال: وأدرك ابن خرزاذ ورآه وهو صبي فلم يهتد للأخذ عنه لصبوته.
(٣) ج ٢: ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>