للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأمره بتخلية سبيله في شوال سنة إحدى وعشرين ومائة، وخرج خالد ومعه جماعة من أهله وغيرهم حتى أتى القرية، وهي من أرض الرصافة، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرم وصفر، لا يأذن له هشام في القدوم عليه.

قال الهيثم بن عدي: وخرج زيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يوسف بن عمر، فكتب يوسف إلى هشام: إن أهل هذا البيت من بني هاشم قد كانوا هلكوا جوعاً، حتى كانت همة أحدهم قوت يومه، فلما ولي خالد العراق قواهم بالأموال حتى تاقت أنفسهم إلى طلب الخلافة، وما خرج زيد إلا بإذن خالد، وما مقامه بالقُرية إلا لأنها مدرجة الطريق، فهو يسأل عن أخباره، فقال هشام للرسول: كذبت وكذب صاحبك، ومهما اتهمنا به خالداً فإنا لا نتهمه في طاعته، وأمر بالرسول فوجئت عنقه، وبلغ الخبر خالداً فصار إلى دمشق.

وقال أبو الحسن المدائني: أمر يوسف بن عمر ببلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وكان بلال عامل خالد القسري على البصرة، فعذب، فضمن ثلاثمائة ألف درهم، وأخذ منه كفلاء، فأخفرهم وهرب إلى الشام، فيقال إن غلامه أراد أن يشتري له دراجاً فعرف، ويقال بل شوى له غلامه دراجاً فأحرقه، فضربه فسعى به، فأتي به يوسف بن عمر، فأمر به فأقيم في الشمس فقال: أدنوني من أمير المؤمنين فله عليّ ما طلب، فأبى ورده إلى يوسف فعذبه حتى قتله، وقال أخوه عبد الله بن أبي بردة للسجان: ارفع اسمي في الموتى فرفعه، فقال يوسف: أرنيه ميتاً، فغمه السجان حتى مات؛ ويقال بل كان بلال الذي سأل السجان رفع اسمه في الموتى (١) ، والمقتول في العذاب عبد الله، والله أعلم بذلك. وقال يونس النحوي: وما قتل بلالاً إلا دهاؤه، سأل السجان أن يرفع اسمه في الموتى


(١) زاد في المختار: ويعطيه مالا فرع اسمه في الموتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>