للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عمر بن عبد الله الأشهبي، الكلبي، الغزي الشاعر المشهور.

شاعر محسن، ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، فقال: دخل دمشق وسمع بها من الفقيه نصر المقدسي، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ورحل إلى بغداد وأقام بالمدرسة النظامية سنين كثيرة، ومدح ورثى غير واحد من المدرسين بها وغيرهم، ثم رحل (١) إلى خراسان وامتدح بها جماعة من رؤسائها، وانتشر شعره هناك، وذكر له عدة مقاطيع من الشعر، وأثنى عليه. انتهى كلام الحافظ.

وله ديوان شعر اختاره لنفسه، وذكر في خطبته أنه ألف بيت.

وذكره العماد الكاتب في الخريدة، وأثنى عليه، وقال: إنه جاب البلاد وتغرب، وأكثر النقل والحركات، وتغلغل في أقطار خراسان وكرمان، ولقي الناس، ومدح ناصر الدين مكرم بن العلاء وزير كرمان بقصيدته البائية التي يقول فيها، ولقد أبدع فيه (٢) :

حملنا من الأيام ما لا نطيقه ... كما حمل العظم الكسير العصائبا ومنها في قصر الليل، وهو معنى لطيف:

وليل رجونا أن يدب عذاره ... فما اختط حتى صار بالفجر (٣) شائبا وهي قصيدة طويلة.

ومن جيد شعره المشهور:

قالوا هجرت الشعر، قلت ضرورة ... باب الدواعي والبواعث مغلق

خلت الديار فلا (٤) كريم يرتجى ... منه النوال ولا مليح يعشق

ومن العجائب أنه لا يشترى (٥) ... ويخان فيه مع الكساد ويسرق


(١) أهـ: دخل.
(٢) الخريدة: ١١.
(٣) هـ: بالصبح؛ وما أثبتناه مطابق لما في الخريدة.
(٤) د: لم يبق في الدنيا.
(٥) أ: ومن العجائب أن تراه كاسداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>