وجعلت ما ملكت يدي ... صلة المبشر بالقبول وعزم سيف الدولة على غزو واستخلاف أبي فراس على الشام فكتب إليه قصيدة منها:
قالوا المسير فهز الرمح عامله ... وارتاح في جفنه الصمصامة الخذم
حقاً لقد ساءني أمر ذكرت له ... لولا فراقك لم يوجد له ألم
لا تشغلن بأمر الشام تحرسه ... إن الشآم على من حله حرم
وإن للثغر سوراً من مهابته ... صخوره من أعادي أهله القمم
لا يحرمني سيف الدين صحبته ... فهي الحياة التي تحيا بها النسم
وما اعترضت عليه في أوامره ... لكن سألت ومن عاداته نعم وكتب إليه يعزيه:
لابد من فقد ومن فاقد ... هيهات ما في الناس من خالد
كن المعزى لا المعزى به ... إن كان لابد من الواحد وله أيضاً:
المرء نصب مصايب ما تنقضي ... حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في أهله ... ومعجل يلقى الردى في نفسه وله أيضاً وقد سمع حمامة تنوح بقربه على شجرة عالية وهو في الأسر فقال:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... أيا جارتا هل بات حالك حالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى ... ولا خطرت منك الهموم ببال
أتحمل محزون الفؤاد قوادم ... على غصن نائي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ... تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تري روحا لدي ضعيفة ... تردد في جسم يعذب بالي