بالسيف فاتقاه بيده فندرت وقتله، ثم سار إلى معاوية فالتقيا بمسكن من أرض الكوفة، فاصطلحا وسلم إليه الأمر وبايعه لخمس بقين من شهر ربيع الأول، ويقال إنه أعطاه خمس آلاف درهم ورجع إلى المدينة، وقال قوم انه صالحه بأذرح في جمادى الأولى وأخذ مائة ألف دينار، روى ذلك كله الدولابي. وكانت خلافته ستة أشهر وخمسة أيام؛ روى الشعبي قال: أنا شهدت خطبة الحسن - يعني حين سلم الأمر إلى معاوية -: قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إنما هو حق لامرئ كان أحق بحقه مني أو حق لي تركته لمعاوية إرادة لصالح الأمة وحقنا لدمائهم، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
روى سفينة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخلافة بعدي ثلاثون عاماً ثم تكون ملكاً أو ملوكاً. وكان آخر ولاية الحسن رضي الله عنه تمام ثلاثين سنة وثلاثة عشر يوماً من أول خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ولم يزل الحسن بالمدينة إلى أن مات بها في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وله سبع وأربعون سنة، وقيل مات سنة خمسين، وهو أشبه بالصواب، وصلى عليه سعيد بن العاص ودفن بالبقيع، ويقال إنه دفن مع أمه صلوات الله عليها. وقال القتبي: يقال ان امرأته جعدة بنت الأشعث سمته ومكث شهرين، وأنه ليرفع من تحته كل يوم كذا وكذا طست من دم. وكان يقول: سقيت السم مراراً ما أصابني ما أصابني في هذه المرة. وخلف عليها رجل من قريش فأولدها غلاماً، فكان الصبيان يقولون له: يا ابن مسمة الأزواج.
ولما كتب مروان إلى معاوية بشكاته كتب إليه أن أقبل المطي إلي بخبر الحسن؛ ولما بلغه موته سمع تكبيراً من الحضر، فكبر أهل الشام لذلك التكبير فقالت فاختة زوجة معاوية: أقر الله عينك يا أمير المؤمنين، ما الذي كبرت له قال: مات الحسن، قالت: أعلى موت ابن فاطمة تكبر قال: والله ما كبرت شماتة بموته ولكن استراح قلبي. وكان ابن عباس بالشام، فدخل عليه فقال: يا ابن عباس، هل تدري ما حدث في أهل بيتك قال: لا أدري ما حدث