للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ويروى له أيضاً - أعني نظام الملك -:

تقوس بعد طول العمر ظهري ... وداستني الليالي أي دوس

فأمشي والعصا تمشي أمامي ... كأن قوامها وتر بقوس] (١) وكانت ولادة نظام الملك يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة بنوقان، إحدى مدينتي طوس، وتوجه صحبة ملك شاه إلى أصبهان، فلما كانت ليلة السبت عاشر شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة أفطر وركب في محفته (٢) ، فلما بلغ إلى قرية قريبة من نهاوند يقال لها سحنة (٣) ، قال: هذا الموضع قتل فيه خلق كثير من الصحابة زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم أجمعين، فطوبى لمن كان معهم، فاعترضه في تلك الليلة صبي ديلمي على هيئة الصوفية معه قصة، فدعا له وسأله تناولها، فمد يده ليأخذها فضربه بسكين في فؤاده، فحمل إلى مضربه فمات، وقتل القاتل في الحال بعد أن هرب، فعثر في طنب خيمة فوقع، وركب السلطان إلى معسكره، فسكنهم وعزاهم، وحمل إلى أصبهان ودفن بها.

وقيل: إن السلطان دس عليه من قتله فإنه سئم طول حياته، واستكثر ما بيده من الاقطاعات، ولم يعش السلطان بعده سوى خمس وثلاثين يوماً، فرحمه الله تعالى لقد كان من حسنات الدهر.

ورثاه شبل الدولة أبو الهيجاء مقاتل بن عطية بن مقاتل البكري - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وكان ختنه فإن نظام الملك زوجه ابنته - فقال (٤) :

كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... نفيسة صاغها الرحمن من شرف

عزت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردها غيرة منه إلى الصدف


(١) زيادة من ص س.
(٢) أج هـ: محفة.
(٣) سحنة: إلى الشمال الغربي من نهاوند ولا تزال تعرف بهذا الاسم إلى اليوم.
(٤) أخبار الدولة السلجوقية: ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>