للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغير ذلك مما يجري هذا المجرى وينبني على هذا الأسلوب.

وقال أبو بكر ابن ثواية القصري: سمعت الحسين بن منصور وهو على الخشبة يقول:

طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرا

أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أني قنعت لكنت حرا والبيت الذي قبل قوله:

لا كنت إن كنت أدري ... ...

أرسلت تسأل عني كيف كنت وما ... لاقيت بعدك من هم ومن حزن وقيل: إن بعضهم كتب إلى أبي القاسم سمنون بن حمزة الزاهد يسأله عن حاله، فكتب إليه هذين البيتين، والله أعلم.

وبالجملة فحديثه طويل وقصته مشهورة والله يتولى السرائر.

وكان جده مجوسياً وصحب هو أبا القاسم الجنيد ومن في طبقته، وأفتى أكثر علماء عصرة بإباحة دمه.

ويقال: إن أبا العباس ابن سريج كان إذا سئل عنه يقول: هذا رجل خفي عني حاله، وما أقول فيه شيئاً (١) . وكان قد جرى منه كلام في مجلس حامد بن العباس وزير الإمام المقتدر بحضرة القاضي أبي عمر، فأفتى بحل دمه وكتب خطه بذلك وكتب معه من حضر المجلس من الفقهاء، فقال لهم الحلاج: ظهري حمى ودمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي بما يبيحه (٢) ، وأنا اعتقادي الإسلام ومذهبي السنة وتفضيل الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين وبقية العشرة من


(١) عن إبراهيم بن شيبان قال: دخلت على ابن سريج يوم قتل الحلاج فقلت: يا أبا العباس ما تقول في فتوى هؤلاء في قتل هذا الرجل قال: لعلهم نسوا قول الله تعالى " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ". وقال الواسطي: قلت لابن سريج: ما تقول في الحلاج قال: أما أنا فأراه حافظا للقرآن عالما به ماهرا في الفقه عالما بالحديث ... (أخبار الحلاج: ١٠٦) .
(٢) أ: يبيحه الأئمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>