ثم كان المزاج ماء سحاب ... لا صرى آجن ولا مطروق قال: فطرب هشام، ثم قال: أحسنت يا حماد - وفي هذه الحكاية زيادة فإنه قال: اسقيه يا جارية، فسقتني، وهذا ليس بصحيح، فإن هشاماً لم يكن يشرب، فلا حاجة إلى ذكر تلك الزيادة - ثم قال: يا حماد، سل حاجتك، فقلت: كائنة ما كانت قال: نعم، قلت: إحدى الجاريتين، قال: هما جميعاً لك بما عليهما وما لهما، وأنزله في داره، ثم نقله من غد إلى منزل أعده له، فوجد فيه الجاريتين وما لهما وكل ما يحتاج إليه، وأقام عنده مدة، ووصله بمائة ألف درهم. [قال حماد: فسرت وأنا أيسر خلق الله إلى الكوفة فقلت:
أنت الذي تنزل الأيام منزلها ... وتنقل الدهر من حال إلى حال
وما مددت مدى طرف إلى أحد ... إلا قضيت بأرزاق وآجال
تروم شحاً فتمسي البيض [ ... ] ... وتستهل فتبكي أعين المال] (١) قلت: هكذا ساق الحريري هذه الحكاية، وما يمكن أن تكون هذه الواقعة مع يوسف بن عمر الثقفي لأنه لم يكن والياً بالعراق في التاريخ المذكور بل كان متوليه خالد بن الله القسري - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - حسبما يقتضيه تاريخ ولايته وانفصاله وولاية يوسف بن عمر في ترجمته أيضاً.
وأخبار حماد ونوادره كثيرة.
وكانت وفاته سنة خمس وخمسين ومائة، ومولده في سنة خمس وتسعين للهجرة. وقيل إنه توفي في خلافة المهدي، وتولى المهدي الخلافة يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وتوفي ليلة الخميس لسبع بقين من المحرم
(١) زيادة من ر ولم ترد في درة الغواص أو في مسودة المؤلف.