للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعرابي فقال: قد قلت شعراً، وأنشأ يقول:

أخالد إني لم أزرك لحاجة ... سوى أنني عاف وأنت جواد

أخالد إن الأجر والحمد حاجتي ... فأيهما تأتي وأنت عماد فقال له خالد: سل يا أعرابي؛ قال، وجعلت المسألة إلي أصلح الله الأمير قال: نعم، قال: مائة ألف درهم، قال: أكثرت يا أعرابي، قال: فأحطك قال: نعم، قال: قد حططتك تسعين ألفاً، قال له خالد: يا أعرابي لا أدري من أي أمريك أعجب، فقال: أصلح الله الأمير، أنت جعلت المسألة إلي فسألتك على قدرك وما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحط حططت على قدري وما استأهله في نفسي، فقال له خالد: والله يا أعرابي لا تغلبني؛ يا غلام أعطه مائة ألف درهم، فدفعها إليه] (١) .

وكتب إليه هشام بن عبد الملك: " بلغني أن رجلاً قام إليك فقال: إن الله جواد وأنت جواد، وإن الله كريم وأنت كريم، حتى عد عشر خصال، ووالله لئن لم تخرج من هذا لأستحلن دمك "؛ فكتب إليه خالد: " نعم يا أمير المؤمنين قام إلي فلان فقال: الله كريم يحب الكريم، فأنا أحبك لحب الله إياك، ولكن أشد من هذا مقام ابن شقي البجلي إلى أمير المؤمنين فقال: خليفتك أحب إليك أم رسولك فقلت: بل خليفتي، فقال: أنت خليفة الله ومحمد رسول الله " والله لقتل رجل من بجيلة أهون على الخاصة والعامة من كفر أمير المؤمنين، هكذا ذكره الطبري في تاريخه.

وكان خالد يتهم في دينه (٢) ، وبنى لأمه كنيسة تتعبد فيها، وفي ذلك يقول الفرزدق يهجوه:

ألا قبح الرحمن ظهر مطية ... أتتنا تهادى من دمشق بخالد


(١) زيادة من ر د، ووردا في ص متأخرة عن هذا الموضع، ولم ترد في المسودة.
(٢) إن من يقرأ كتاب الأغاني ويجد اتهام خالد بالزندقة وانصباب اللعن عليه واتهامه بالتخنث يستطيع أن يدرك أسباب ذلك، ويقف وقفة المتأمل طويلاً طويلاً!!

<<  <  ج: ص:  >  >>