للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حظاياي فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين! فقالت: يا أمير المؤمنين، ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام (١) .

ويقال: إن المعتضد أراد بنكاحها افتقار الطولونية، وكذا كان، فإن أباها جهزها بجهاز لم يعمل مثله، حتى قيل: كان لها ألف هاون ذهباً. وشرط عليه المعتضد أن يحمل كل سنة بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق أجنادها مائتي ألف دينار، فاقام على ذلك إلى أن قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقتل قتلته أجمعون، وحمل تابوته إلى مصر، ودفن عند أبيه بسفح المقطم، رحمهما الله تعالى.

وكان خمارويه من أحسن الناس خطاً، وكان وزيره أبا بكر محمد بن علي بن أحمد المعروف بالماذرائي - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى (٢) -.

(٣٦) ولما حملت قطر الندى ابنة خمارويه إلى المعتضد، خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر عمارة الديار المصرية (٣) من جهة الشام، ونزلت هناك وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية فسميت باسمها، وقيل لها العباسة، وهي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن وسوق قائم؛ ذكر ذلك جماع من أهل العلم.

وماتت قطر الندى لتسع خلون من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين، ودفنت داخل قصر الرصافة ببغداد.

(٣٧) وتوفي الافشين محمد بن أبي الساج في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، ببرذعة، وهي كرسي أعمال أذربيجان، وقيل إنها من أران.

(٣٨) وتوفي أبوه أبو الساج - وهو الذي تنسب إليه الأجناد الساجية


(١) وكانت موصوفة ... النيام: سقطت من م س ص ومسودة المؤلف.
(٢) كذا وعد بإيراد ترجمته في المسودة أيضاً، ويبدو أنه لم يفعل؛ وترجمة الماذرائي في المغرب (قسم مصر) : ٣٥٠ والخطط ٢: ١٥٥ (ط. بولاق) .
(٣) هذه رواية ص والمسودة؛ وفي نسخ أخرى: إلى آخر أعمال مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>