للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منزله، وقال لوالدته: لقد رأيت ولدك على حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم والفقه عليها، فقالت أمه: فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه فقال: لا والله بل هذا، فقالت: فإني أنفقت المال كله عليه، قال: فو الله ما ضيعته.

وقال معاذ بن معاذ: سمعت سوار ابن عبد الله يقول: ما رأيت أحداً أعلم من ربيعة الرأي، قلت: ولا الحسن وابن سيرين قال: ولا الحسن وابن سيرين، وما كان بالمدينة رجل أسخى بما في يديه لصديق أو غيره من ربيعة الرأي، أنفق على إخوانه أربعين ألف درهم، ثم جعل يسأل إخوانه، فقيل له: أذهبت مالك وأنت تخلق جاهك، فقال: لا يزال هذا دأبي ما وجدت أحداً يغبطني على جاهي] (١) .

وكانت وفاته في سنة ست وثلاثين، وقيل سنة ثلاثين ومائة بالهاشمية، وهي مدينة بناها السفاح بأرض الأنبار وكان يسكنها، ثم انتقل إلى الأنبار رحمه الله تعالى.

وقال مالك بن أنس: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة الرأي.

قلت: ولا يمكن الجمع بين قول من يقول إنه توفي سنة ثلاثين ومائة وإنه دفن بالهاشمية التي بناها السفاح، لأن السفاح ولي الخلافة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة، كذا نقله أرباب التواريخ واتفقوا عليه، فتأمله.


(١) ما بين معقفين زيادة من ر متقدمة على موضعها هنا، ومن ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>