للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان أكبر منه، وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئاً إلا وعرضه علي، وكان يرى أنه أعلم به مني، وأنا اليوم أعلم به منه (١) .

وحكى أبو العباس ثعلب عن آل سعيد بن سلم، قالوا: دخل الفراء على سعيد المذكور، فقال لنا: قد جاءكم سيد أهل اللغة وسيد أهل العربية، فقال الفراء: أما ما دام الأخفش يعيش فلا.

وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب كما سبق في حرف الخاء في ترجمة الخليل، وله من الكتب المصنفة كتاب " الأوسط " في النحو وكتاب " تفسير معاني القرآن " وكتاب " المقاييس " في النحو، وكتاب " الاشتقاق " وكتاب " العروض " وكتاب " القوافي " وكتاب " معاني الشعر " وكتاب " الملوك " وكتاب " الأصوات " وكتاب " المسائل " الكبير، وكتاب " المسائل " الصغير، وغير ذلك.

وكان أجلع، والأجلع: الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه، والأخفش: الصغير العينين مع سوء بصرهما. وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين، وقيل سنة إحدى وعشرين ومائتين، رحمه الله تعالى (٢) . وكان يقال له: " الأخفش الأصغر " فلما ظهر علي بن سليمان المعروف بالأخفش أيضاً، صار هذا وسطاً.

ومسعدة: بفتح الميم وسكون السين وفتح العين والدال المهملات وبعدهن هاء ساكنة.

والمجاشعي: بضم الميم وفتح الجيم وبعد الألف شين مثلثة مكسورة وبعدها عين مهملة، هذه النسبة إلى مجاشع بن دارم، بطن من تميم.


(١) قال القفطي: إن كتاب سيبويه لا يعلم أحد قرأه على سيبويه ولا قرأه عليه سيبويه ولكنه لما مات قرئ على الأخفش فشرحه وبينه.
(٢) ذكر ابن النديم أنه توفي سنة ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>