للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٥٥) ولما غرق أحضر إلى عبد الملك رجل يرى رأي الخوارج وهو عتبا الحروري ابن أصيلة، ويقال وصيلة، وهي أمه، وهي من بني محلم وهو من بني شيبان من شراة الجزيرة، وقد عمل قصيدة وهي أبيات عديدة ذكرها المرزباني في " المعجم " فقال له: ألست القائل (١) يا عدو الله:

فإن يك منكم كان مروان وابنه ... وعمرو ومنكم هاشم وحبيب

فمنا حصين والبطين وقعنب ... ومنا أميرُ المؤمنين شَبيبُ فقال: لم أقل كذا يا أمير المؤمنين، وإنما قلت:

ومنا أميرَ المؤمنين شبيبُ ... فاستحسن قوله، وأمر بتخلية سبيله.

وهذا الجواب في نهاية الحسن، فإنه إذا كان " أمير " مرفوعاً كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين، وإذا كان منصوباً فقد حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب، فلا يكون شبيب أمير المؤمنين، بل يكون منهم.

وذكر الحافظ أبو القاسم المعروف بابن عساكر الدمشقي في " تاريخ دمشق " في أواخر كتابه المذكور في جملة تراجم أرباب الكنى ما مثاله: أبو المنهال الخارجي، شاعر وفد على عبد الملك بن مروان مستأمناً بعدما كان قال لعبد الملك (٢) :

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... وذو النصح لو يدعى إليه قريب

فلا صلح ما دامت منابر أرضنا ... يقوم عليها من ثقيف خطيب


(١) معجم المرزباني: ٢٦٦ وشعر الخوارج: ٦٣، وعتبان هو ابن شراحيل بن شريك بن عبد الله بن الحصين الشيباني.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ٢٩: ١٣٢ وأوردها المسعودي في المروج ٥: ٤٤١ (ط. باريس) منسوبة لمصقلة بن عتبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>