للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتمثيل، وعدم وصفه بما لم يصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، والحذر من الأمور المفضية إلى التشبيه أو التعطيل، من تحريف مفضٍ إلى التعطيل، أو تكييف مفضٍ إلى التمثيل" (١).

ومن تقرير العلماء لهذين الأصلين في باب أسماء الله وصفاته:

• قال الإمام أبو عثمان الصابوني (٢) -رحمه الله-: ((وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف، والتشبيه، والتكييف، ومَنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله -عز وجل-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى الآية: ١١]) (٣).

• وقال الإمام أبو القاسم التيمي الأصبهاني (٤) -رحمه الله-: ((وإنما نقول: وجب إثباتها (٥)؛ لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى الآية: ١١]، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جاءت)) (٦).

• وقال الخطيب البغدادي-رحمه الله-مشيراً إلى هذا المعنى الجليل: "أما الكلام في


(١) مقالة التشبيه (١/ ٣٥٧).
(٢) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري، أبو عثمان الصابوني، الإمام المفسر المحدث الواعظ، من أئمة أهل السنة في زمانه، له كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث، توفي سنة ٤٤٩ هـ.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٠)، شذرات الذهب (٣/ ٢٨٢).
(٣) عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص (١٦٢ - ١٦٤).
(٤) إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي، أبو القاسم الأصبهاني، الإمام العلامة الحافظ، الملّقب بقَوَّام السُنَّة، صاحب الترغيب والترهيب، والحجة في بيان المحجة، ودلائل النبوة، توفي سنة ٥٣٥ هـ.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٨٠)، الوافي بالوفيات (٩/ ٢١١).
(٥) أي: الصفات.
(٦) الحجة في بيان المحجة (٢/ ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>