للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفات، فإن ما رُوي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها، وقد نفاها قومٌ فأبطلوا ما أثبته الله، وحقّقها قومٌ من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضروب من التشبيه والتكييف، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله تعالى بين الغالي والمقصر عنه … " (١).

• وقال الإمام ابن القيم-رحمه الله-"فلم يتلوثوا بشيء من أوضار هذه الفرق وأدناسها، وأثبتوا لله حقائق الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات، فكان مذهبهم وسطاً بين مذهبين، وهدًى بين ضلالتين، خرج من بين مذاهب المعطلِّين، والمخيِّلين، والمجهلِّين، والمشبِّهين، كما خرج اللبن من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين، فقالوا نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تشبيهٍ ولا تمثيل، بل طريقتنا إثبات حقائق الأسماء والصفات، ونفي مشابهة المخلوقات" (٢).

فقد بيّنوا-رحمهم الله-منهج السلف في الصفات، فذكروا أنه منهج يتميز بالوسطية؛ لجمعه بين الإثبات والتنزيه، إثبات صفات الله -عز وجل- كما وردت، مع تنزيه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين.

الجانب الثاني: مواقف المخالفين.

كل من فريقي التعطيل والتشبيه قد كذَّب بمضمون قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى الآية: ١١ [.

فالمشبِّهة: كذَّبوا بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى الآية: ١١]، وبكل نصوص تنزيه الله -عز وجل- عن مماثلة المخلوقين.


(١) جواب سؤال بعض أهل دمشق عن الصفات ص (٦٤ - ٦٥).
(٢) الصواعق المرسلة (٢/ ٤٢٦)، وانظر: (١/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>