للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذا كله لا يوصف بأن له آلة الكلام، فبطل قوله بذلك" (١).

ومن التأخرين:

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في معرض رده على المتأخرين من الأشاعرة:

"وسنبين لك أن جميع الصفات على تقسيمهم لها جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها، وهم في بعض ذلك يقرون بأن الخالق موصوف بها، وأنها جاء في القرآن أيضا وصف المخلوق بها، ولكن وصف الخالق مناف لوصف المخلوق، كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق، ويلزمهم ضرورة فيما أنكروا مثل ما أقروا به؛ لأن الكل من باب واحد، لأن جميع صفات الله جل وعلا من باب واحد؛ لأن المتصف بها لا يشبهه شيء من الحوادث.

فمن ذلك: الصفات السبع، المعروفة عندهم بصفات المعاني وهي: القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام.

فقد قال تعالى في وصف نفسه بالقدرة: (الله على كل شيء قدير)

وقال في وصف الحادث بها: (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأثبت لنفسه قدرة حقيقية لائقة بجلاله وكماله، وأثبت لبعض الحوادث قدرة مناسبة لحالهم من الضعف والافتقار والحدوث الفناء، وبين قدرته، وقدرة مخلوقه من المنافاة ما بين ذاته وذات مخلوقه.

وقال في وصف نفسه بالإرادة:) فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، ونحو ذلك من الآيات.

وقال في وصف المخلوق بها: (تريدون عرض الدنيا) الآية، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله (، ونحو ذلك من الآيات.


(١) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (٢/ ٥٦٨ - ٥٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>