(أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)، (وإذا بطشتم بطشتم جبارين)، إلى غير ذلك من الآيات.
وقال في وصف نفسه بالقوة:) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
وقال في وصف الحادث بها:(وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)، (ويزدكم قوة إلى قوتكم)، (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة) الآية إلى غير ذلك من الآيات.
وأمثال هذا من الصفات الجامعة كثيرة في القرآن، ومعلوم أنه جل وعلا متصف بهذه الصفات المذكورة حقيقة على الوجه اللائق بكماله، وجلاله. وإن ما وصف به المخلوق منها مخالف لما وصف به الخالق، كمخالفة ذات الخالق جل وعلا لذوات الحوادث، ولا إشكال في شيء من ذلك، وكذلك الصفات التي اختلف فيها المتكلمون؛ هل هي من صفات المعاني أو من صفات الأفعال، وإن كان الحق الذي لا يخفى على من أنار الله بصيرته أنها صفات معان أثبتها الله-جل وعلا-لنفسه، كالرأفة والرحمة.
قال في وصفه -جل وعلا-بهما:) فإن ربكم لرءوف رحيم)،
وقال في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم بهما:) لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)،
وقال في وصف نفسه بالحلم:(ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم).