للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يكون في المأمورات وفي المخلوقات (١).

فهو "سبحانه حكيم، لا يفعل شيئًا عبثًا ولا بغير معنى ومصلحة وحكمة، هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فعل، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل، وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا وهذا في مواضع لا تكاد تحصى" (٢)، وقد ذكر ابن القيم بعضها. (٣)

وقد وقع الخلاف في مسألة تعليل أفعال الله على أقوال:

القول الأول: قول من نفى الحكمة وأنكر التعليل، وهؤلاء يقولون: إن الله تعالى خلق المخلوقات، وأمر المأمورات، لا لعلة ولا لداع ولا باعث، بل فعل ذلك لمحض المشيئة، وصرف الإرادة، وهذا مذهب الجهمية والأشاعرة وهو قول ابن حزم وأمثاله. (٤)

القول الثاني: إن الله فعل المفعولات وخلق المخلوقات، وأمر بالمأمورات لحكمة محمودة، ولكن هذه الحكمة مخلوقة، منفصلة عنه، لا ترجع إليه، وهذا قول المعتزلة ومن وافقهم (٥).

القول الثالث: قول من يثبت حكمة وغاية قائمة بذاته تعالى، ولكن بجعلها قديمة غير مقارنة للمفعول.


(١) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٨/ ٣٥ - ٣٦).
(٢) شفاء العليل)) لابن القيم (ص: ٤٠٠) - ط التراث.
(٣) انظر: ((شفاء العليل)) لابن القيم (ص: ٤٠٠ - ٤٣٤) - التراث.
(٤) انظر: ((الإرشاد)) للجويني (ص: ٢٦٨ وما بعدها)، و ((نهاية الإقدام)) (ص: ٢٩٧)، و ((محصل أفكار المتقدمين)) للرازي (ص: ٢٠٥)، ((الفصل)) (٣/ ١٧٤) - ط دار المعرفة. ((الأحكام)) لابن حزم (٨/ ١١١٠ وما بعدها).
(٥) انظر: ((المغني في أبواب التوحيد والعدل)). لعبد الجبار الهمذاني (٦/ ٤٨، ١١/ ٩٢ - ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>