للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الرابع: إن الله فعل المفعولات وأمر بالمأمورات لحكمة محمودة، وهذه الحكمة تعود إلى الرب تعالى، لكن بحسب علمه، والله تعالى خلق الخلق ليحمدوه ويثنوا عليه ويمجدوه، فهذه حكمة مقصودة واقعة، بخلاف قول المعتزلة فإنهم أثبتوا حكمة هي نفع العباد. وهذا قول الكرامية الذين يقولون: من وجد منه ذلك فهو مخلوق له وهم المؤمنون، ومن لم يوجد منه ذلك فليس مخلوقا له. (١)

القول الخامس: قول أهل السنة وجمهور السلف وهو أن لله حكمة في كل ما خلق، بل له في ذلك حكمة ورحمة.

هذه خلاصة الأقوال في هذه المسألة، ويلاحظ أنها تنتهي إلى قولين:

أحدهما: نفاة الحكمة، وهو قول الأشاعرة ومن وافقهم.

والثاني: قول الجمهور الذين يثبتون الحكمة.

وهؤلاء على أقوال:

أشهرها:

١ - قول المعتزلة الذين يثبتون حكمة تعود إلى العباد ولا تعود إلى الرب.

٢ - وقول جمهور السلف الذين يثبتون حكمة تعود إلى الرب تعالى. (٢)

ويلاحظ أن من نفى الحكمة والتعليل - كالأشاعرة - دفعه ذلك إلى الميل إلى الجبر وإثبات الكسب والقدرة غير المؤثرة للعبد.


(١) انظر: ((مجموع الفتاوى)) (٨/ ٣٩).
(٢) انظر: ((أقوم ما قيل في القضاء والقدر - مجموع الفتاوى)) (٨/ ٨٣ - ٩٣، ٩٧ - ٩٨)، ((منهاج السنة)) (١/ ٩٧ - ٩٨) - ط دار العروبة المحققة، و ((الاستغاثة)) (ص: ٢/ ٢٧)، ((جواب أهل العلم والإيمان - مجموع الفتاوى)) - (١٧/ ١٩٨ - ٢٠٣)، ((درء التعارض)) (٨/ ٥٤)، ((مجموع الفتاوى)) (٨/ ٣٧٧ - ٣٨١)، و ((منهاج السنة)) (١/ ٩٤ - ٩٥) - ط دار العروبة المحققة.

<<  <  ج: ص:  >  >>