للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستبين لك التوافق التام بين عقيدة أهل السنة والجماعة، على اختلاف الأزمان وتباعد الأوطان، فمن ذلك:

ما نُقل من اتفاقهم على نفي العلم بالكيفية، مع إثبات الصفات على ظاهرها المتبادر، وقد نقل هذا الاتفاق عنهم، الإمام الخطابي (١)، والخطيب البغدادي (٢)، والإمام أبو القاسم التيمي (٣)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٤)، والإمام الذهبي (٥).

• ومن ذلك: ما روي عن الإمام أبي حنفية-رحمه الله- (١٥٠ هـ) عندما سُئل عن النزول، فقال: ((ينزل بلا كيف)) (٦).

فقد أثبت هذا الإمام-رحمه الله-النزول، لكن نفى العلم بالكيفية، وفق ما سبق بيانه من مراد السلف بقولهم: "بلا كيف".

• وقول عبد العزيز بن الماجشون-رحمه الله- (ت ١٦٤ هـ): (( … في صفة الرب العظيم، الذي فاتت عظمته الوصف والتقدير، وكلَّت الألسن عن تفسير صفته، وانحسرت العقول دون معرفة قدره؛ فلم تجد العقول مساغاً فرجعت خاسئة حسيرة، وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق، وإنما يقال: كيف؟ لمن لم يكن مرةً ثم كان، أما من لا يحول ولا يزول، وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو)) (٧).


(١) انظر: الحجة في بيان المحجة (١/ ٣٧١)، درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٢٧٨)، العلو (٢/ ١٢٩٤).
(٢) انظر: جواب سؤال بعض أهل دمشق عن الصفات ص (٢٠).
(٣) انظر: الحجة في بيان المحجة (٢/ ١٨٦، ٤٧٧)
(٤) انظر: بيان تلبيس الجهمية (١/ ٦٤)، مناظرة في العقيدة الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ١٦٧)، مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٧، ٣٣/ ١٧٧).
(٥) انظر: العلو (٢/ ١٢٩٤).
(٦) أورده الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص (٢٢٢)، وابن أبي العز في شرح الطحاوية
(١/ ٢٦٩)، والملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص (٣٤).
(٧) أورده ابن تيمية في الفتوى الحموية ص (٨٠)، ودرء التعارض (٢/ ٣٦ - ٣٧)، وبيان تلبيس الجهمية (٢/ ١٦٦).
والذهبي في العلو (٢/ ٩٦٥) برقم (٣٥١)، وفي السير (٧/ ٣١١ - ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>