للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هنا توزيعاً فقوله: {فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ} جواب لقوله: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}. وقوله: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢١٧)} جواب لقوله: {فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}، ولعل في إعادة {أُولَئِكَ} إيذاناً بأنه جواب ثان. . .) (١)، وممن قال بذلك ابن العربي، والنسفي، والألوسي (٢).

النتيجة:

وما ذهب إليه السعدي ومن وافقه هو الصحيح في مفهوم هذا الشرط وهو أن إحباط العمل مشروط بالموت على الردة، وأما ما أجاب به المخالفون فلا حجة فيه لأنه تحكم لا حجة له قوية، قال أبوحيان: (وهذان شرطان أحدهما معطوف على الآخر بالفاء المشعرة بتعقيب الموت على الكفر بعد الردة واتصاله بها، ورتب عليه حبوط العمل في الدنيا والآخرة. . . وظاهر هذا الشرط والجزاء ترتب حبوط العمل على الموافاة على الكفر، لا على مجرد الارتداد) (٣)

ومما يؤيد هذا الاستنباط أنه لو جعلت مجرد الردة مؤثراً في الحبوط لم يبق للموت على الردة أثر في الحبوط أصلاً في شيء من الأوقات (٤)

كما أن في الأخذ بهذا ترغيباً في الرجوع إلى الإسلام بعد الارتداد، بينما في ضده عكس ذلك (٥).


(١) انظر: التحرير والتنوير (٢/ ٣٣٤).
(٢) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ١٦٥)، ومدراك التنزيل (١١٢)، وروح المعاني (٢/ ١١٠).
(٣) انظر: البحر المحيط (٢/ ١٥٩).
(٤) انظر: التفسير الكبير (٦/ ٣٢).
(٥) انظر: إرشاد العقل السليم على مزايا الكتاب الكريم (١/ ٢١٧).

<<  <   >  >>