للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنه منزه عن الظلم). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن أهل الفترة، وأطفال المشركين لا يعذبهم الله، ووجه استنباط ذلك من الآية بمفهوم المخالفة-مفهوم الغاية- حيث إن الله قيد العذاب ببعثة الرسل، فدل مفهوم القيد على أن من لم تصله دعوة الرسل فلا عذاب عليه، ومن هؤلاء أهل الفترة، وأطفال المشركين.

الموافقون:

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال السيوطي: (استدل به على أن أطفال المشركين، ومن لم تبلغه الدعوة لا يدخلون النار) (٢)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: ابن عطية، وأبوحيان، والألوسي، والشوكاني، وابن عاشور. (٣)

المخالفون:

خالف بعض المفسرين فقالوا إن الآية لا تدل على نفي العذاب عنهم مطلقاً، وإنما العذاب المنفي هنا عذاب الدنيا دون الأخرى، وهذا القول منسوب إلى الجمهور، قال أبوحيان: (وذهب الجمهور إلى أن هذا في حكم الدنيا، أي إن الله لا يهلك أمّة بعذاب إلا من بعد الرسالة


(١) انظر: تفسير السعدي (٤٥٥).
(٢) انظر: الإكليل (٢/ ٩١٤).
(٣) انظر: المحرر الوجيز (١١٣٣)، والبحر المحيط (٦/ ١٥)، وروح المعاني (٨/ ٣٥)، وفتح القدير (٣/ ٢٦٥)، والتحرير والتنوير (١٥/ ٥٢).

<<  <   >  >>