[صحيح لغيره] وابن ماجه، ولفظه: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"النياحَةُ مِنْ أمْرِ الجاهِليَّةِ، وإنَّ النائِحةَ إذا ماتَتْ ولَمْ تَتُبْ؛ قَطَّعَ الله لها ثِياباً مِنْ قَطِرانٍ، ودرْعاً مِنْ لَهبِ النارِ".
(القَطِرانُ) بفتح القاف وكسر الطاء، قال ابن عباس:"هو النحاس المذاب". وقال الحسن:"هو قطران الإبل"، وقيل غير ذلك.
٣٥٢٩ - (١١)[صحيح] وعن أمِّ سلَمة رضي الله عنها قالتْ:
لمَّا ماتَ أبو سلَمة قُلْتُ: غريبٌ وفي أرْضِ غُرْبَةٍ، لأبْكِيَنَّه بُكَاءً يُتَحَدَّثُ عنه، فكُنْتُ قد تَهيَّأْتُ لِلْبُكاءِ عليه إذ أقْبَلَتِ امْرأَةٌ تريدُ أنْ تُساعِدَني، فاسْتَقْبَلها رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:
"أتُريدينَ أنْ تُدخلي الشيْطانَ بيْتاً أخْرَجهُ الله منه؟ ".
فكفَفْتُ عنِ البُكاءِ، فلَمْ أبْكِ.
رواه مسلم.
٣٥٣٠ - (١٢)[صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
لمّا جاءَ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قتلُ زَيْدِ بْن حارِثَةَ وجَعْفَرِ بْنِ أبي طالبٍ وعبدِ الله بْنِ رَواحَة؛ جلسَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعْرَفُ فيه الحُزْنُ؛ قالَتْ: وأنا أطَّلعُ مِنْ شَقِّ البابِ فأتاه رجلٌ فقال: أيْ رسولَ الله! إنَّ نِساءَ جَعْفَر -وذكر بُكاءَهُنَّ -فأمَره أنْ يَنْهاهُنَّ، فذهَب الرجل ثُمَّ أتى فقال: والله لقد غَلبْنَني أو غَلَبْنَنا.
فزعَمْتُ أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"فاحْثِ في أفْواهِهِنَّ التراب".
فقلتُ: أرْغَمَ الله أنْفكَ، فوالله ما أنت بفاعلٍ، ولا تركتَ رسولَ اللهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ العَنا.