للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الحسد): يطلق ويراد به تمنَّي زوال النعمة عن المحسود، وهذا حرام بالاتفاق. ويطلق ويراد به الغبطة، وهو تمني حالة كحالة المُغبَط، من غير تمني زوالها عنه، وهو المراد في الحديث وفي نظائره، فإن كانت الحالة التي عليها المُغبَط محمودة؛ فهو تمنٍّ محمود، وإنْ كانت مذمومة؛ فهو تمنٍّ مذموم، يأثم عليه المتمنِّي.

٦٣٥ - (٢٣) [صحيح] وعن عبد الله [بن عمر] (١) قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"لا حسد إلا في اثنَتين: رجلٌ آتاه الله القرآنَ، فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، ورجلٌ آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء الليل وآناءَ النهار".

رواه مسلم وغيره.

٦٣٦ - (٢٤) [حسن صحيح] وعن يزيدَ بنِ الأخنَس -وكانت له صحبة رضي الله عنه- أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"لا تنافسَ [بينكم] إلا في اثنتين: رجلٌ أعطاه الله قرآناً فهو يقوم به آناءَ الليلِ والنهارِ، [ويتَّبع ما فيه] (٢)، فيقول رجل: لو أنَّ الله أعطاني ما أعطى فلاناً فأقوم به كما يقوم، ورجلٌ أعطاه الله مالاً، فهو يُنفِق منه ويتصدَّق، فيقول رجلٌ مثلَ ذلك".

رواه الطبراني في "الكبير"، ورواته ثقات مشهورون. (٣)


(١) سقطت من الأصل ومطبوعة الثلاثة، وهو خطأ، لأنه يعني أنه عبد الله بن مسعود، إذ هو المراد عند الإطلاق، وليس هو راوي الحديث بهذا اللفظ. وإنما هو عبد الله بن عمر. كذلك هو عند مسلم (٢/ ٢٠١)، فكان ينبغي تقييده، ورواه البخاري أيضاً، وقد أخرجاه عن ابن مسعود أيضاً، لكنْ بلفظ مغاير لهذا كما سيأتي (٨ - الصدقات/ ١٥).
(٢) هذه الزيادة والتي قبلها من "كبير الطبراني" (٢٢/ ٢٣٩/ ٢٢٦)، و"الأوسط" أيضاً (٣/ ١٤٢/ ٢٢٩٢)، وكذا "مسند أحمد"، و"مسند الشاميين" أيضاً (٢/ ٢١٤ - ٢١٥)، و"مجمع الزوائد".
(٣) قلت: وكذا قال في "المجمع" (٢/ ٢٥٦)، وصنيعهما يشعر أن الحديث لم يروه أحمد في "مسنده"، وإلا لعزياه إليه! وهو ذهول، فقد أخرجه فيه (٤/ ١٠٤) بسند جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>