قلتُ: هكذا رواه بهز بن أسد وعبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبى الربيع، ثلاثتهم عن أبى عوانة به موقوفًا، وتابعهم المعلى بن أسد على وَقْفهِ عن أبى عوانة كما ذكره أبو حاتم الرازى في مذاكرة له مع فهد بن عوف بشأن هذا الحديث كما في "العلل" [رقم ٢٨٣٢]، فقال: "وذاكرتُ أبا ربيعة فهد بن عوف فقال: كيف حدثكم المعلى؟ قلتُ: - القائل هو أبو حاتم - لم يرفعه". وقد وهم المعلق على "فنون العجائب" لأبى سعيد النقاش [ص ٩١/ ضمن مجموع أجزاء حديثية/ طبعة دار ابن حزم]، فجزم بكون هذه المذاكرة وقعت مع ابن أبى حاتم وفهد بن عوف، والصواب أنها وقعت مع أبى حاتم الرازى وفهد بن عوف، ومتى كان ابن أبى حاتم يروى عن المعلى بن أسد حتى يسأله محمد بن عوف عن بعض أحاديثه؟! * والحاصل: أن هؤلاء أربعة من الثقات قد رووه عن أبى عوانة فوقفوه، وخالفهم جماعة آخرون من أصحاب أبى عوانة، رووه عن قتادة عن أنس به مرفوعًا، ومن هؤلاء: ١ - أبو داود الطيالسى في "مسنده" [٢٠١٤]، ومن طريقه الرويانى في "مسنده" [رقم ١٣٤٥]، والضياء في "المختارة" [٧/ رقم ٢٤٦١]، وأبو سعيد النقاش في "فنون العجائب" [رقم ٤٢/ طبعة دار ابن حزم]. =