وليس عند مسلم وبعضهم قوله: (بعد الركوع) وفى رواية للبخارى ومسلم وأحمد والمؤلف والنسائى وغيرهم: (قنت شهرًا يلعن رعْلًا وذكوان وعصية، عصوا الله ورسوله) وفى رواية لأحمد وغيره مختصرًا بلفظ: (إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا يدعو بعد الركوع). قلتُ: قد رواه حماد بن سلمة عن قتادة فقال: عن أنس بن شرين عن أنس: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت شهرًا بعد الركوع) فأدخل فيه واسطة بين قتادة وأنس. هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٢٤٩]، والمحفوظ عن قتادة هو روايته عن أنس به ... دون واسطة، وحماد كان يخطئ كثيرًا في حديث قتادة، كما قاله مسلم وغيره، وقد رأيته رواه مرة أخرى عن قتادة مثل رواية الجماعة عنه على الصواب كما يأتى عند المؤلف [برقم ٣٠٩٦]. وقد رواه خالد بن قيس عن قتادة فخالف الجماعة في لفظه، فقال: (عن قتادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت أربعين يومًا يدعو على حى من أحياء العرب ثم تركه). هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيبه" [رقم ٢٥٨٧]، فقوله (قنت أربعين يومًا) ليس محفوظًا من حديث قتادة عن أنس، ورواية الجماعة عن قتادة إنما هي بلفظ: (قنت شهرًا) وخالد بن قيس كان يروى عن قتادة مناكير كما قاله الحافظ الأزدى؛ ونقله عنه الحافظ في "التهذيب" [٣/ ١١٣].