للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "الْغَدْوَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إلَى الأَرْضِ لمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحَ مِسْكٍ، وَلأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".


= في "تاريخ جرجان" [ص ١٤٦]، والذهبى في "التذكرة" [٤/ ١٢٧٠]، وابن قتيبة في "غريب الحديث" [١/ ٤٣٣]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" [٥٦]، ومن طريقه البيهقى في "البعث والنشور" [٣٢٦]، وأبو المعالى الفراوى في "سباعياته" [١٦]، وأبو نعيم في "صفة الجنة" [٥٣]، وابن العديم في "بغية الطلب" [٢/ ٤٤٧]، وغيرهم من طرق عن حميد الطويل عن أنس به نحوه ... وهو عند ابن ماجه ورواية لأحمد والبخارى مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط، ولفظ ابن ماجه: (غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها) وليس عند المؤلف: (روحة)، وهو عند السهمى والذهبى بالفقرة الأولى والثانية فقط، والفقرة الأخيرة رواية لأحمد [٣/ ١٤٧]، وابن حبان [٧٣٩٩]، وأبى نعيم في "صفة الجنة" [٤٠٤]، وغيرهم.
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وهو كما قال، وقال البغوى عقب روايته في "شرح السنة" [٧/ ٤٧٩]: "هذا حديث صحيح" وهو كما قالا، لكن وجدت ابن أبى حاتم قد أورده في "العلل" [برقم ٢١٣١]، من طريق عبد العزيز الماجشون عن حميد الطويل عن أنس به ... بالفقرة الأخيرة منه فقط، بلفظ: (والذى نفسى بيده: لو اطلعت امرأة من نساء الجنة على أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما؛ ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) ثم حكى عن أبيه أنه قال: "هذا خطأ، والصحيح عن أنس موقوفًا".
قلتُ: لم أجد أحدًا قد رواه عن حميد موقوفًا: سوى ابن المبارك في الزهد [رقم ٢٥٧]، وفى "الجهاد" [رقم ٢٣]، وخالفه جماهير الرواة عن حميد، فرووه عنه به مرفوعًا، منهم إسماعيل بن جعفر وخالد الطحان ومحمد بن طلحة وعبد العزيز الماجشون ومروان بن معاوية ويزيد بن زريع وأبو إسحاق الفزارى وغيرهم، وكذا يحيى بن أيوب المصرى عند الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٣١٤٨]، لكن الإسناد إليه مغموز.
وهذا الوجه المرفوع هو المحفوظ عندى؛ لاحتجاج البخارى به في "صحيحه" على أنه لا منافاة بين الموقوف والمرفوع، وقد ينشط الراوى فيصل الحديث ويجوده؛ ثم يكسل فيرسله أو يوقفه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>