للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ولفظ ابن الأعرابى: (حجمت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم) ولفظ ابن أبى عاصم: (حجمت النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان).
قلتُ: هذا حديث منكر كما قال أبو زرعة الرازى، ونقله عنه ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٧٦١]، وقال الترمذى عقب روايته: "سألت محمدًا عن عبد الوارث هذا، فقال: هو رجل مجهول" وعبد الوارث هذا هو الأنصارى مولى أنس بن مالك المترجم في "الميزان" وفيه تضعيف الدارقطنى له، وتجهيل ابن معين، وقول البخارى أيضًا عنه: "منكر الحديث" وسئل عنه أبو حاتم الرازى كما في "الجرح والتعديل" [٦/ ٧٤]، فقال: "هو شيخ" وقد مضى أن ذكر ابن حبان له في ثقاته [٥/ ١٣٠]، لا ينفعه، ثم إن الإسناد فيه ضعيفان آخران:
الأول: شريك القاضى: كان إمامًا في السنة؛ إلا أنه سيئ الحفظ؛ خفيف الضبط.
والثانى: الليث بن أبى سليم: مضطرب الحديث؛ ليس بشئ في الرواية، لكن هناك من يصر على خلاف ذلك، فجاء الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٩٧]، وعزا الحديث للطبرانى والمؤلف؛ ثم أغفل إعلاله بعبد الوارث وشريك القاضى، وعمد إلى الليث وحده فقال: "وفيه ليث بن أبى سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس" كذا يقول، ولو قيل له: من سلفك في وصفك الليث بالتدليس؟ لضاقت عبارته، ولم يحر جوابًا، ثم هو مضطرب الرأى في الليث، تارة يوثقه، وتارة يضعفه، وتارة يتوقف بشأنه، تمامًا كما يضطرب بشأن ابن لهيعة وغيره.
والليث ضعيف مختلط قولًا واحدًا، ومن وثقه: فلم يعرفه جيدًا، أو لم يخبر حاله، وللحديث طريق آخر عن أنس بن مالك قال: (بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حجام يكنى أبا طيبة؛ فحجمه بعد العصر في رمضان) وفى لفظ: (عن أنس قال: مر بنا أبو طيبة - أحسبه - قال: بعد العصر في رمضان فقال: حجمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٦/ رقم ٥٨٩٨]- واللفظ الأول له - والبزار في "مسنده" [١/ رقم ١٠١١/ كشف الأستار]، وغيرهما من طريقين عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد غائر في الفساد، قال البزار عقب روايته: "تفرد به الربيع وهو لين الحديث" وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٩٧]، وقال: "الربيع بن بدر: متروك" وهو كما قال، وترجمه الربيع في "التهذيب وذيوله"، ثم إن بالإسناد علة أخرى، وهى أن الأعمش لا يصح له سماع من أنس بن مالك، إنما رآه رؤية، كما نص عليه النقاد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>