للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثالث (١): روي بالتواتر أنَّه عليه السلام كان يبعث رسله إلى القبائل آحادًا ليعلمهم (٢) الأحكام، قال أبو الحسين: كان ذلك للفتوى اذ العوام فيها أكثر.

الوجه الرابع (٣): أن بعض الصحابة عمل به لما روى بالتواتر، أن يوم السقيفة لما احتج أبو بكر رضي الله عنه على الأنصار بقوله عليه السلام: "الأئمة من قريش" (٤) مع أنَّه مخصوص بقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٥) قبلوه من غير (٦) إنكارٍ عليه، ولأنهم عملوا على وفق خبر الواحد إذ رجعوا إلى خبر الصديق في قوله: (الأنبياء يدفنون

حيث يموتون) (٧) وقوله عليه السلام: "الأئمة من قريش". وقوله عليه السلام: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" (٨). وإلى كتابه في نصب الزكاة.

ورجع هو في توريث الجدة إلى خبر المغيرة (٩).

وقضى بقضيةٍ ثم أخبره بلال (١٠) أنَّه عليه السلام قضى فيها بخلافه فنقضه.


(١) في "جـ" يوجد "د" بدل (الثالث).
(٢) في "ب، هـ" لتعليم.
(٣) في "جـ" يوجد (هـ) بدل (الرابع).
(٤) تقدم تخريجه في صفحة (١/ ٣٨٠) من هذا الكتاب.
(٥) [النساء: ٥٩].
(٦) سقط من "ب" غير.
(٧) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقد رواه الترمذي عن أبي بكر بلفظ (ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الَّذي يجب أن يدفن فيه). ادفنوه في موضع فراشه وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ضعيف الحفظ، مشكاة المصابح ٣/ ٢٠٤.
(٨) تقدم تخريجه في صفحة (١/ ٤١٩) من هذا الكتاب.
(٩) تقدم تخريجه في صفحة (١/ ٤٢٠) من هذا الكتاب.
(١٠) بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله. اختلف في كنيته فقيل: أبو عبد الله. وقيل: أبو عبد الكريم. وقيل: أبو عبد الرحمن، وأمه حمامة. اشتراه أبو بكر بإشارة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم أعتقه. كان من الصابرين على العذاب، ولاقى من أمية بن خلف ما لاقى وهو يقول: أحد أحد. شهد مع الرسول جميع المشاهد، خرج مجاهدًا للشام بعد وفاة رسول الله فمات في طاعون عمواس، وقيل بدمشق، وقيل بحلب سنة ست عشرة في خلافة عمر (الإصابة ١/ ١٧٠، الاستيعاب ١/ ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>