للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} (١). ولأن السفه نقصٌ وهو على الله تعالى محال.

جـ- أنَّه خلق الآدمي مكرمًا للآية (٢)، والسعي في تحصيل مطلوب المكرم ملائم، فيحصل ظن أنَّه لا يشرع إلَّا ما هو مصلحة له.

أنَّه تعالى خلقه للعبادة للآية، والحكيم إذا أمر عبده بشيء يحصل مصلحته ليفرغ باله ويتمكن من الإِتيان به.

هـ- أنَّه تعالى رؤوف رحيم، وليس شرعه ما لا مصلحة فيه للعبد رأفةً ورحمةً وتتأيد الوجوه بمثل قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣). وبقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (٤). وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} (٥). وبقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٦). وقوله عليه السلام: "بُعثت بالحنفية السهلة السمحة" (٧). وبقوله عليه السلام: "لا ضرر ولا إضرار في الإِسلام" (٨). ثم المعتزلة صرحوا (٩) بالغرض، وصرح الفقهاء بأنه تعالى شرع الحكم لكذا. ولو سمعوا لفظ الغرض لكفروا قائله، مع أنَّه


(١) [الدخان: ٣٩].
(٢) في "ب" للآية وهي قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}.
(٣) [الأنبياء: ١٠٧].
(٤) [الجاثية: ١٣].
(٥) [البقرة: ١٨٥].
(٦) [الحج: ٧٨].
(٧) أخرجه الخَطيب بلفظ: (بعثت بالحنفية السمحة ومن خالف سنتي فليس مني). ورواه الديلمي وأَحمد بسند حسن عن عائشة في حديث الحبشة ولعبهم بلفظ: (لتعلم يهود أن في ديننا فسحة وانني بعثتُ بالحنفية). وترجم البُخَارِيّ في صحيحه, بلفظ: (أحب الدين إلى الله الحنفية السمحة). ورواه في الأدب المفرد عن ابن عباس (كشف الخفا ١/ ٢١٧).
(٨) رواه الشَّافعيّ مرسلًا ورواه أَحْمد وعبد الرزاق وابن ماجه من طريق ابن عباس، وفي سنده جابر الجعفي متهم بالكذب ورواه الدارقطني والطبراني والحاكم من حديث أبي سعيد. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وروي من طرق أخرى كلها لم تخل من مقال. انظر (نصب الراية ٤/ ٣٨٥).
(٩) في "د" صرحوا جوابًا بالغرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>