للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" فرعان"

الفرع الأول

قال الشافعي في القديم يجوز تقليد الصحابي إذا انتشر قوله، ولم يخالف قوله (١) وقال في موضع: يقلد وإن لم ينتشر ومنع في الجديد مطلقا وهو الحق لما سبق، وثناء الله تعالى عليهم بقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢). وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} إلى قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} (٣).

وثناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "خير القرون قرني" (٤). فيوجب حسن الاعتقاد فيهم دون وجوب تقليدهم، لأنه ورد مثله في آحاد الصحابة مع إجماع الصحابة على جواز مخالفتهم. وقال عليه الصلاة والسلام: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان العالمين لرجح" (٥). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن ضرب بالحق على لسان عمر" (٦). وقال عليه الصلاة والسلام: "والله ما سلكت فَجاً إلَاَّ وسلك الشيطان فجاً غير فجك" (٧). وقال: "اللهم أدر الحق مع علي حيثما دار" (٨).


(١) قوله في "هـ" فقط.
(٢) [الفتح: ١٨].
(٣) [التوبة: ١٠٠].
(٤) تقدم تخريج هذا الحديث في صفحة (٢/ ١١٥) من هذا الكتاب.
(٥) رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن عمر من قوله وأخرجه ابن عدي والديلمي عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها"، وله شواهد في السنن عن أبي بكرة. (كشف الخفا ٢/ ١٦٧).
(٦) رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي ذر وأحمد والترمذي عن ابن عمر وأبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة والطبراني عن بلال ومعاوية، بلفظ: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" (كشف الخفا ١/ ٢٢٣).
(٧) رواه البخاري وغيره، انظر فتح الباري ٧/ ٤١.
(٨) أخرج الترمذي عن أبي حيان التميمي عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله أبا بكر زوجني إبنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلالاً من ماله، رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مراً تركه الحق وما له صديق، رحم الله عثمان تستحيه الملائكة، رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار". قال أبو عيسى الترمذي وهذا حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>