كاتبين (١١)(يعلمون ما تفعلون)(١٢) الانفطار. فاتق الله أيها العاققل وخف ربك واعمل بما يرضيه، واردع نفسك عن شهواتها حيث علمت أن عليها شاهدين على عملها يسطران عليك ما يصدر منك خيرا أو شرا. وتذكر يوم يقال لك (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)(١٤) الاسراء.
هذا. والأنبياء أفضل من الملائكة عقلا ونقلا، لأن الانبياء ركبت فيهم الشهوة البشرية، وقد تغلبت عليها عقولهم الشريفة، فعصموا من الوقوع فى المخالفة بخلاف الملائكة فانهم جردوا من الشهوات وجبلوا على الخيرات وقد أمرهم الله بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام. وقال تعالى:{ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين}(٣٣) آل عمران والملائكة من العالمين.
(ب) الجن: هم عالم غيبى لا يعلم حقيقتهم الا خالقهم. خلقوا من النار يأكلون ويشربون وينامون. ومنهم الذكور والاناث، والصالح والطالح، والمؤمن والكافر. وهم فى التكليف كالآدميين. لا يرون على فطرتهم. قال تعاغلى:(انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)(٢٧) الأعراف. حضر فى بدء البعثة وفد منهم وسموعوا القرآن من النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يرهم وقت حضورهم، ولم يعلم بوجودهم (قال) ابن عباس رضى الله عنهما: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الجن ولا رآهم. انطلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم فى طائفة من أصحابه عامدين الى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت السياطين الى قومهم فقالوا مالكم؟ قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا ما ذلك الا من شئ حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا