للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الخامسة) اختلف فى قضاء سجدة الشكر إذا قامت، والصحيح أنها لا تقضى، لأنه لا يتطوع بها ابتداء على الصحيح، فلا تقضى كصلاة الكسوف. إلى هنا تم الكلام على الصلوات المشروعة مفروضة وواجبة ومسنونة، وما يتبعها، وإتماما للفائدة نبين غير المشروع منها فنقول:

[(الثالث) الصلوات غير المشروعة]

روت عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. أخرجه الشيخان وأبو داود (١) {٧١}

وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، أى مردود وباطل لا يعتد به وفى هذه الرواية رد على من فعل فعل سوء قائلا إنه لم يحدث ما فعله بل سبقه به غيره وفيها بيان أن كل ما هو مخالف لأمر الشرع ففاعله آثم لقوله صلى الله عليه وسلم: فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى وحسنة وصححه عن العرباض بن سارية (٢)

(ومع) كثرة الصلوات المشروعة الثابتة بالطرق الصحيحة، نرى أن الشيطان سؤل للجاهلين الضالين الخروج عن الجادَّة، وحسّن لهم عدم الاكتفاء بالمشروع، فاخترعوا صلوات مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان. ولرغبتهم فى ترويج باطلهم، اخترعوا له أحاديث موضوعة مكذوبة على المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

هذا. والصلوات المبتدعة كثيرة المذكور منها هنا إجمالا إحدى وعشرون وتفصيلا ثمان وأربعون.


(١) انظر ص ٢٥ ج ١ تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة)
(٢) انظر ص ١٨٨ ج ١ - الفتح الربانى وص ٢٤ ج ١ تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة)