للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشعر، لأن الدباغ لا يؤثر فيه. وقال غيره: يحتمل أن النهي عما لم يدبغ منها، لأجل النجاسة، أو أن النهي لأجل أنها مراكب أهل السرف والخيلاء (وأما) الاستدلال بهما على أن الدباغ لا يطهر جلود السباع بناء على أنها مخصصة للأحاديث القاضية بأن الدباغ مطهر على العموم (فغير ظاهر) لأن غاية ما فيها مجرد النهي عن الركوب عليها وافتراشها، ولا ملازمة بين ذلك وبين النجاسة كما لا ملازمة بين النهي عن الذهب والحرير ونجاستهما فلا معارضة، بل يحكم بالطهارة بالدباغ مع منع الركوب عليها ونحوه (١).

[٤ - الآنية]

هي جمع إناء وهو مباح وغيره.

(أ) فيباح اتخاذ واستعمال كل إناء طاهر سواء أكان ثمينا كالبلور والياقوت والزمرد، أو ليس ثمينا كالعقيق والخشب والحجارة والنحاس والحديد والجلد. وهو قول الجمهور لقول عبد الله بن زيد: أتانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ أخرجه البخاري (٢) {٣٣}.

(وقالت) عائشة: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تور من شبه. أخرجه أبو داود (٣) {٣٤}.


(١) انظر ص ٧٢ ج ١ نيل الأوطار. وسيأتي لهذا البحث زيادة بيان في بحث (ليس الجلود) ص ٣١٢ ج ٦ - الدين الخالص إن شاء الله تعالى.
(٢) انظر ص ٢١١ ج ١ فتح الباري (الوضوء والغسل في المخضب .. ) و (تور) بفتح فسكون، أي إناء. و (الصغر) كقفل- النحاس.
(٣) انظر ص ٣٦٧ ج ١ - المنهل العذب (الوضوء في آنية الصفر) و (الشبة) بفتحين ما يشبه الذهب في لونه. وهو النحاس الجيد.