للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَنْ قام رمضان إِيماناً واحْتِسَاباً فُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذَنْبِهِ. أَخرجه السبعة إِلا الترمذى، وزاد النسائى: وما تأَخَّر (١) {٩٧}.

(وعن عائشة) أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم كان إّذا دخل العشر شَدَّ مِئْزَره وأَحْيَا لَيْلَهُ وأَيْقَظ أَهْلَهُ. أَخرجه أَحمد والشيخان وابن ماجه والبيهقى (٢) {٩٨}.

(أَما اتخاذ) الناس لها مَوْسماً وشِعَاراً والاحتفال بإِحيائِها فى المساجد، فبِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ، فيه مِنَ المفاسِد ما تقَدَّم فى الاحتفال بليلةِ المعراج ونصْف شعبان.

[المواسم الأجنبية]

ابتلى المسلمون بتقليد غيرهم فى كثير من مواسمهم وعوائدهم، وقد نُهُوا عن ذلك (روى) ابن عُمر أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: مَنْ تَشَبَّه بقومٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. أَخرجه أحمد وأبو داود والطبرانى فى الكبير بسندٍ صحيح (٣) {

٩٩}. وقال الإِمام الصَّنْعانى: الحديث فيه


(١) يأتى رقم ٤١ ص ٢٨٣ ج ٨ دين (فضل صيام رمضان)، (وما تأخر) لا يقال: كيف يغفر ما تأخر والمغفرة تستدعى سبق ما يغفر، لأنا نقول: هو كناية عن أن يحفظ من الكبائر فلا تقع منه كبيرة بعد ذلك. وقيل: معناه أن الذنب يقع مغفوراً.
(٢) يأتى رقم ٢٧٢ ص ٤٣٩ ج ٨ دين (إحياء العشر الأواخر من رمضان) والمئزر بكسر فسكون: الإزار. وشده كناية عن الاجتهاد فى الطاعة واعتزال النساء.
(٣) انظر رقم ٨٥٩٣ ص ١٠٤ ج ٦ فيض القدير، وص ٣٩ اقتضاء الصراط المستقيم وص ٢٣٧ ج ٤ سبل السلام (يحرم التشبه بالكافر) والمعنى أن من تشبه بالصالحين يكرم، ومن تشبه بالفساق لا يكرم، وفيه إشارة إلى جواز قتل من تشبه من الجان بالحيات المؤذية، وظهر فى صورتها. وأنه لا يجوز للمسلم التشبه بالفساق أو الكفار أو المبتدعة فى شئ مما يختصون به من ملبوس أو هيئة (فمن) تشبه بالكافر فى زى واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر. فإن لم يعتقد فقيل: يكفر وهو ظاهر الحديث، وقيل: لا يكفر ولكن يؤدب (ولذا) قال العلماء: من لبس القبعة ميلا إلى دينهم واستخفافاً بدينه فهو كافر اتفاقاً، وكذا من لبسها تشبهاً واقترن به ما هو من شعائرهم كدخول كنيسة، وإن لم يقترن به ذلك فهو مسلم آثم.
(قال) تقى الدين ابن تيمية فى اقتضاء الصراط المستقيم * مخالفة أصحاب الجحيم - بعد تخريج =