للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[وصف المقبرة الشرعية]

قبل أن أصف لك المقبرة الشرعية، أبين لك الغرض الذى من أجله أنشأها المرحوم الشيخ الإمام " تغمده الله برحماته ".

أن مقابر المسلمين ليست كلها على النظام الدينى المشروع، فان منها أضرحة مرتفعة مكسوة تعلوها القباب أعدوها للأولياء والصالحين، وهم منها براء (ومنها) مدافن الأثرياء والوجهاء والعظماء يبذلون فى تشييدها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة (ومنها) مقابر الطبقات الأخرى وهى قليلة النفقات، غير أن ارتفاعها عن سطح الأرض اكثر من ذراع في حين أن القبر الشرعي لا يزيد ارتفاعه عن ذراع كما بينته كتب السنة المطهرة، وقد بين السلف الصالح والقادة من العلماء والأئمة كيف تكون القبور الشرعية. ولقد رأى المرحوم الشيخ الإمام قبور زمانه مخالفة قبور السلف، فملأ الحزن قلبه، ورأى لزاما عليه أن يبين للناس عمليا صورة القبور الشرعية التى تضم أجساد المسلمين بعد مفارقتهم قصور الدنيا وما فيها من زخارف حتى يمكنهم أن يجعلوها لهم مثالا يحتذونه، فأمر رحمة الله عليه فى سنة ١٣٣٩ هـ باستصدار إذن من محافظة مصر باتخاذ قطعة أرض مربعة الشكل طول ضلعها أربعة وعشرون مترا فى منطقة قرافة المجاورين، لإقامة مقابر شرعية عليها، وما جاءت سنة ١٣٤٦ هـ إلا وقد بنى بها ثمانية وثلاثون قبرا شرعيا تكون منها ثلاثة صفوف وكانت هذه المقبرة هى الأولى، ولما امتلأت، سعى خليفة الإمام (أمد الله فى أجله) إلى تشييد المقبرتين الثانية والثالثة، وهما فى الشارع الأخير يسلكه المار عن يمينه إلى الجنوب (الجهة القبلية) وبجوارهما مقبرة آل طعيمة، ومقبرة النوبيين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>