للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما مات حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعقبني بكر وعمر. فو الذي نفس محمد بيده إني لأعراف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا فأعقبني حجرتي، وكانوا كما قال الله " رُحَمَاء بينهم ". أخرجه أحمد (١). {٣٧٣}

ففي تفريقها بين بكاء عمر وأبي بكر وهى فأعقبني الحجرة، دليل على أنهما كانا يبكيان بصوت لشدة حزنهما على سعد ولم يقدرا على كتمه، ولكنه لم يبلغ إلى الحد المنهي عنه، ولذلك لم ينكر عليهما النبي صلى الله عليه وسلم

[(١٠) ندب الميت]

يجوز ندب الميت بصفاته الممدوحة شرعا إن كان متصفا بها (روى) أنس ابن مالك أن فاطمة رضى الله عنها بكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبتاه من ربه ما أدناه إلى جبريل نعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه أخرجه أحمد والبخاري وابن ماجه والبيهقى (٢). {٣٧٤}


(١) انظر ص ١٤١ ج ٧ - الفتح الربانى (البكاء من غير نوح)
(٢) ذانظر ص ١٣٢ ج ٧ - الفتح الربانى (البكاء من غير نوح) وص ١٠٥ ج ٨ فتح البارى (مرض النبى صلى الله عليه وسلم) وص ٢٥٦ ج ١ - ابن ماجه (وفاته) وص ٧١ ج ٤ - البيهقى (البكاء بعد الموت) و (يا ابتاه) اصله يا ابى ولاتاء بدل من الياء والالف للندبه والهاء للسكت (من ربه ما ادناه) اى اى شئ جعله قريبا من ربه بصيغة التعجب (لاى جبريل نعاه) اى اخبرنى بموته حين نزل بقوله تعالى {إذا جاء نصرالله والفتح} السورة وبحديث ابى سعيد مرفوعا: إن عبدا خيره الله بين ان يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده (الحديث) اخرجه مسلم. وتقدم ضمن اخر خطبة للنبى صلى الله عليه وسلم ص ٢٥٧ ج ٤ - الدين الخالص. وفى رواية البخارى " الى جبريل ننعاه " اى نخبره بموته وان كان عالما به تاسفا على ما فقده من خصاله المحمودة. ولا يلزم ان يكون الاخبار للاعلام بل يكون لفائدة اخرى.