للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(والحكمة) في قراءة سورة الجمعة والمنافقين في الجمعة، ما في الأولى من الحث على حضورها والسعى إليها نوبيان فضيلة وحكمة بعثته صلى الله عليه وسلم المشار إليها بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (١)، والحث على ذكر الله تعالى. وما فىالثانية من توبيخ المنافقين، وحثهم على التوبة، ودعائهم إلى طلب الاستغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يكثر اجتماعهم في صلاتها، ولما في آخرها من المواعظ البليغة، والحث على الصدقة. والحكمة في القراءة فيها بسبح والغاشية، ما فيهما من التذكير بأحوال الآخرة، والوعد والوعيد، فناسب قراءتهما في تلك الصلاة الجامعة.

[(٩) ما تدرك به الجمعة]

لا تدرك الجمعة- عند مالك والشافعي وأحمد ومحمد بن الحسن وإسحاق - إلا بإدراك ركعة مع الإمام فيضيف لها ركعة، لمفهوم ما تقدم عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة. أخرجه أحمد والأربعة والبيهقى. وفى رواية للنسائي ك فقد أدرك الصلاة كلها، إلا انه يقضى ما فاته (٢). [٢٣٣].

وبهذه الزيادة ظهر معنى الحديث (قال) الشافعى ك معناه لم تفته تلك الصلاة، وما لم تفته الجمعة صلاها ركعتين (٣).

(وقال) ابن مسعود ك من أدرك من الجمعة ركعة، فليضيف غليها أخرى، ومن فاتته الركعتان فليصل أربعا. أخرجه الطبرانى في الكبير بسند حسن (٤). (٩٦).


(١) سورة الجمعة، الاية ٢.
(٢) تقدم رقم ٧٣ ص ٤٦ ج ٣ الدين الخالص (ما تدرك به الجمعة).
(٣) انظر ص ١٨٢ ج ١ كتاب الأم (من أدرك ركعة من الجمعة).
(٤) انظر ص ١٩٢ ج ٢ مجمع الزوائد (من أدرك من الجمعة ركعة).