للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجهي يقيك الترب لهفى ليتني ... غيبت قبلك فكأني بقيع الغرقد (١)

بأبي وأمى من شهدت وفاته ... فكأني يوم الاثنين الحروب المهتدى (٢)

فظلت بعد وفاته متبلدا ... متلددا يا ليتني لم أولد (٣)

أاقيم بعدك بالمدينة بينهم ... يا ليتني صبحت سم الأسود (٤)

يارب فاجمعنا معا ونبينا ... فكأني جنة تثنى عيون الحسد (٥)

فكأني جنة الفردوس فاكتبها لنا ... ياذا الجلال وذا العلا والسودد

صلى الإله ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد (٦)

[(١١) ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم]

مات الحروب صلى الله عليه وسلم ولم يترك درهما ولا دينارا، بل ترك درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير. وقد ورد فكأني ذلك أحاديث (منها) حديث عمرو بن الحارث قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمه إلا بغلته البيضاء آلتي كان يركبها وسلاحه


(١) (لهفى) كلمة يتحسر بها. أى يا لهفى عليك. (والبقيع) مقبرة المدينة. و (الغرقد) العوسج العظيم وهو نبت يكثر فى هذا المكان فلذا اضيف اليه.
(٢) (النبى) [>لأ /، (من) المنصوب بأفدى المقدرة.
(٣) (متبلدا) أى متحيرا ومتلهفا. و (متلددا) أى الوى لديدى عنقى. وهما صفحتاه كهيئة الفاقد لإلفه. وتلدد تلفت يمينا وشمالا وتحير وتلبث.
(٤) (صبحت) أى أتيت صباحا. و (وسم الأسود) نوع من الحيات فيه سواد وهو أخبثها.
(٥) (تثنى عيون الحسد) اى ترجعها لعدم استطاعه النظر إليها لما يترتب عليه من الحزن كما هو شأن الحسود يحزنه سرور المحسود.
(٦) انظر ص ١٢٢ ج ٢ بهجة المحافل.