للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) النووى: واختلف العلماء فى الغناء، فأباحه جماعة منأهل الحجاز، وهىرواية عنمالك. وحرمه أبو حنيفة وأهل العراق. ومذهب الشافعى كراهته، وهو المشهور من مذهب مالك. واحتج المجوزون بهذا الحديث.

(وأجاب) الآخرون بأن هذا الغناء إنما كان فى الشجاعة والقتل والحذق فى القتال، ونحو ذلك مما لا مفسدة فيه، بخلاف الغناء المشتمل على ما يهيج النفوس على الشر ويحملها على البطالة والقبيح (١).

[(٢٠) بدع العيد]

(تقدم) أن يوم العيد من أفضل الأيام، تكثر فيه عوائد الله تعالى ونفحاته على عباده، تقف فيه الملائكة على أبواب الطريق منادين: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل. والله تعالى إذا رضى عن عبده هداه طريق الخير ووفقه- ولا سيما فى هذه الأوقات الفاضلة- للاهتداء بهدى النبى صلى الله عليه وسلم، ليجزيه أحسن الجزاء، ويثيبه أكمل الثواب.

(وقد تقدم) بيان هديه صلى الله عليه وسلم وما ينبغى للعاقل أن يتحلى به فى هذه الأيام من صالح الأعمال وأفضل الخصال التى يرجى لمن تحلى بها كمال الرضوان ونهاية الإحسان، ولكن الشيطان للإنسان عدو مبين، قد آلى على نفسه أن يغوى الناس ويصدهم عن طريق الهداية، ويحسن لهم سبل الضلال، ليحول بينهم وبين رحمة الله وغفرانه، ويقذف بهم فى مهاوى الخزى والحرمان فحسن لهم البدع والعادات التى ما أنزل الله بها من سلطان، فارتكبوا فى هذه الأيام الفاضلة بدعاً كثيرة تعرضوا بها لغضب الله تعالى ومقته - نسأل الله السلامة والهداية - ويزدادزن يوماً بعد يوم فى إحياء البدع والإكثار منها، وإماتة السنن، حتى فشت البدع وصار المنكر معروفاً، والمعروف منكراً.


(١) انظر ص ١٨٢ ج ٦ شرح مسلم.