للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(د) حمل الجنازة]

هو فرض كفاية بالإجماع وليس في حملها دناءة وسقوط مروءة، بل هو بر وطاعة وإكرام للميت، فعله الصحابه والتابعون ومن بعدهم من أهل الفضل والعلم ثم الكلام هنا ينحصر في سنة مباحث:

(١) من يحملها: إنما يحملها الرجال سواء أكان الميت ذكرا أم أنثى لأن النساء يضعفن عن الحمل وربما انكشف منهن شيء لو حملن. (ولحديث) أبي سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها لصعق. أخرجه أحمد والبخاري والنسائي والبيهقى (١). [٥٩٣]


(١) انظر ص ٢ ج ٨ - الفتح الربانى (حمل الجنازة) (، وص ١١٩ ج ٣ فتح البارى ٠ قول الميت وهو على الجنازة قدمونى)، وص ٢٧٠ ج ١ مجتبى (السرعة بالجنازة) وص ٢١ ج ٤ بيهقى (المشى بالجنازة)، (وضعت الجنازة) اى جعل الميت على السرير لقوله فى الحديث: فإن كانت صالحة (ويؤيده) حديث ابى هريرة مرفوعا: إذا وضع الرجل الصالح على سريره قال قدمونى (الحديث أحمد والنسائى. انظر ص ٦ ج ٨ - الفتح الربانى (حمل الجنازة) وص ٢٧٠ ج ١ مجتبى والقائل الروح والحسد ز و (يسمع صوتها) يدل على أنه قول بلسان المقال لا بلسان الحال. و (يا ويلها) أى يا حزنها وأضافة إلى ضمير الغائب حملا على المغنى كراهية أن يضيف الويل إلى نفسه (ويؤيده) ما فى حديث ابى هريرة السابق: وإذا وضع الرجل السوء على سريرة قال يا ويله اين تذهبون بى ويحتمل أنه لما ابصر نفسه غير صالحة تفرعنها وجعلها كأنها غيره (ولو سمعها) أى سمع صوت النفس السوء (لصعق) من باب تعب أى لغشى عليه من شدة ما يسمعه من الدعاء بالويل فغنه يصحح بصوت منكر. وهذا بالنسبة للميت السوء. وأما الصالح فمن شأنه اللطف والرفق فى الكلام فلا يصعق من يسمع كلامه أن يحصل الصعق من كلام الصالح لكونه غير مألوف (وقد) روى ابن منده الحديث بلفظ ك لو سمعه الإنسان لصعق من المحسن والمسئ (فإن قيل) ورد فى حديث السؤال فى القبر: فضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعها كل شئ إلا الثقلين .. وفى حديث الباب استثنى الإنسان فقط (والجواب) (أن كلام الميت لا يقتضى الصعق إلا من الآدمى لكونه لم يالف سماع كلام الميت بخلاف الجن. وأما صيحة المضروب فى القبر فإنها غير مالوفة للانس والجن جميعا. انظر ص ١٢ ج ٣ فتح البارى ٠ قول الميت وهو على الجنازة قدمونى)